الجمعة، 3 فبراير 2012

الخوف عدو التنمية الأول



الخوف عدو التنمية الأول


التنمية هدف مشروع لكل المجتمعات وهي في نفس الوقت فعل وعمل إنساني تتداخل فيه القيم والمعتقدات ووسائل الانتاج من موارد وتقنيات وكذلك المشاعر والانفعالات التي تهيمن و توجه السلوك وتحكم مسيره .


ومع أن تحقيق التنمية هو نتيجه جهود جماعية وتراكم معرفي وثقافي لسنوات طويله إلا أنها في أخرالأمر هي مجموع ممارسات يقوم بها عدد كبير من الافراد. إن الفرد هو الذرة أوالجينة التي تبنى حولها بقية مكونات التنمية . ومن هنا فإن اي مجتمع يريد تحقيق تنمية سليمة ونافعة تدفع المجتمع الى مواقع متقدمة فعليه أن ينطلق من الافراد  ويجعلهم محور إهتمامه من حيث التعليم و الصحه والتوازن الفكري و البدني .


إن بناء فرد متكامل هو جوهر العملية التنموية وهو نقطة إنطلاقها . ولقد شهدت المجتمعات الانسانية محاولات لبناء تنمية شموليه يضيع فيها الفرد وتنتهك فيها فرديته. ولكنها- تلك الجتمعات- خسرت كثيراً وحصدت الفشل . ولعل الدول الشيوعية ومن سار بركبها خير شاهد ودليل عملي على صدق وحقيقة ان الفرد هو الاساس وان خذلانه او تقييد وتحجيم امكانيته هو عبث و سوء فهم مصيره البطلان وسوء العواقب .


ومع وجود كثير من الأبعاد والعوامل التي تحقق نجاح الفرد وبالتالي التنمية إلا أننا في هذا المقال نسلط الضوء على بعد نفسي نؤمن بتأثيره وأهميته على التنمية . هذا البعد هو قدرة الفرد على التفكير والعمل والتقييم بثقة عالية وروح واثقة. فعند توفر ذلك فمن المؤكد أن الفرد في المجتمع سوف يكون فعالاً ومنتجاً وبالتالي تتجمع هذه الكينونات الفردية لتشكل مجتمعاً فعالاً ومنتجاً. وعندما يكون الفرد خائفاً او مهتزاً نفسياً فإن حصيلة ذلك تدنياً في الانتاجية وتردداً في التفاعل والتكامل مع الاخرين . وبالتالي يتكون مجتمعاً تتصارع فيه المكونات الفردية فمجموعه تعمل وتنتج واخرى تهدم وتفسد فيدور المجتمع في مكانه ويبقى في نقطة الصفر لايبرحها مع أنه يظن انه يسير للأمام .


ان هيمنة الخوف بكافة أنواعه هو من أهم العلل والأمراض التي تصيب عملية التنمية بالمرض وقد تؤدي الى موتها حسب شدة المرض (الخوف) لدى مكوناتها . هذا الخوف يظهر في أنواع متعددة وسلوكيات ممارسة فهناك خوف من المستقبل وخوف من الاخرين وخوف من الفشل وخوف من اتخاذ القرار والقائمة تطول .


ان قائمة الخوف عندما تدخل في تفكير الانسان الفرد وتهيمن على حواسه تصبح هي الموجه لآلية اتخاذ القرار لديه وبالتالي يدخل في حالة نفسية يشوبها الرعب والشك والتردد. فكل خطوة او قرار او حتى تفكير لابد ان تمر على ماسحة (scanner) الخوف في عقله التي تغربل كل خطواته وترفض كل صورة  يوجد بها اي نوع من عدم الوضوح حتى لو كان ذلك شائبة مؤقتة او جسم غريب طارئ لايوجد في الصورة الاصلية.


نعم إن هيمنة الخوف وتكبيله لقدرة الانسان هو العدو الحقيقي لتحقيق اي تنمية. والمجتمعات الصادقة والراغبة في التنمية عليها ان تبعد كل أسباب الخوف لدى أفرادها وتشطب من مؤسساتها وأنظمتها مبررات وجود الخوف أو تخيله لدى الأفراد . المجتمع الراغب في التقدم والتطور عليه ان يتيح لكل فرد فيه لان يفكر ويعمل ويتخذ القرارات بنفس صافيه واثقة.


انها دعوة لقتل الخوف وتشجيع الإقدام والجرأة في ممارسة وإستهداف التنمية فبدون ذلك فإننا ندور في حلقة دائرية بدلاً من الركض في طريق مستقيم يوصل الى نقطة نهاية السباق التنموي بين المجتمعات .


يجب أن نعي الفرق بين بناء الثقة ومحاربة الخوف وبين الفساد ومحاربته . فمن يخطئ في قراره بهدف تحقيق المصلحة العامة هو أفضل ألف مرة من من يحجم عن إتخاذ أي قرار توخياً للسلامة وتمشياً مع حالة الخوف والرعب التي تعيش داخله وتجعله لايرى مصلحة المصلحة العامة وبالتالي يتمهل في خطواته ويدقق في قرارته ويحسب الف حساب لكل امر هو مطالب بإن يقوم به إنها سيطرة فوبيا الخوف التي لابد من علاجها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق