في بدء
هذه المقالة نسأل الله ان يحمي المجتمع الإنساني في كافة بلاد العالم من داء
كورونا الذي ضرب الانسان في كل مكان دون تمييز للون او لدين او لموقع. لقد انتشرت
جائحة كورونا في شمال وجنوب وشرق وغرب الكرة الأرضية بظاهرة لم يشهدها التاريخ
الإنساني من قبل. ولعل في الأمر خيره فقد عرت هذه الجائحة كثير من سوءات بعض البشر
وميزت بين من تكون القيمة الإنسانية هي موجهه وهدفه السامي وبين من يتشدق بذلك
وعندما أصبح على المحك طغت عليه أنانيته وحبه للمال والدنيا. ولعل الراصد والمتابع
لذلك سوف يجد من الشواهد ما يمكنه من وضع الخط الفاصل بين الفريقين من البشر ولو
كان هدف هذه المقالة إيضاح هذا الجانب من السلوك البشري لكان في الاحداث اليومية
ما يكفي لتسطير الصفحات دون عناء ولكن هذه المقالة هي بوح وطني خاص وتدوين
لحالة انفعالية نفسية ذاتية بدأت بمشاهدتي لمقطع على وسائل التواصل الاجتماعي
لمجموعة من السعوديين في فندق في دولة النمسا. لقد كان ما شاهدته
في الفيديو القصير معبرا عن ملايين الكلمات لمعنى الوطن والوطنية الصادقة والعلاقة
السامية بين القيادة والشعب دون تزييف او رتوش كاذبه. فالفيديو القصير يصور شاباً
سعودياً ينزل الى اللوبي في فندق ويجلس امام بيانو ويبدأ بعزف السلام الوطني
السعودي ومن ثم ينطلق العديد من اللذين حوله او في الشرفات المطلة على اللوبي
بترديد النشيد الوطني وكانت أصواتهم وكلماتهم وعزف الشاب الرائع وعفويتهم تماثل بل
تتجاوز اعظم فرقة أوركسترا يمكن تجهيزها لمثل هذا الحدث. لقد شاهدت واستمتعت
بالنشيد الوطني وكأنني اسمعه لأول مره وذلك لما فيه من مصداقيه وعفوية. لقد كان ما
قام به الشاب ومن حوله من مواطنين يمثل وجهاً من وجهي المفهوم السامي للوطن، اما
الوجه الاخر فهو ما قامت به القيادة من رعاية وحماية للمواطن في وجه كورونا. فقد
اتضح لي ان هؤلاء المواطنين في النمسا كانوا في فندق وفرته القيادة للسعوديين في
قلب البلاد حيث تم اسكانهم وتوفير ما يحتاجونه من كافة الخدمات حتى يتم اعادتهم
للوطن وان ذلك ليس خاص بمن كان في النمسا بل ان القيادة السعودية أصدرت أمراً بعمل
ذلك في كافة دول العالم واعطت للسفارات المسؤولية المباشرة بالإشراف التام حيث تم
اختيار افضل الفنادق(5 نجوم) وحجزها مع توفير (3)وجبات يومية وإعطاء مصروف نقدي
يومي لكل فرد مما قد يحتاجه من مصروفات خاصة وتخيل معي ايه القارئ الكريم ان ذلك
الكرم الحاتمي والرعاية المميزة الوطنية الصادقة انطلقت في كافة دول العالم دون منه
أو تمييز بين المواطنين بل كان ذلك بسلاسة ودون بهرجة إعلامية وحملات دعائية. لقد
انطلقت هذه الرعاية الفريدة من فهم واستيعاب القيادة الحكيمة لدورها تجاه مواطنيها.
ولقد بادلها المواطن بالوفاء والعرفان ولعل ما اوردناه في بداية المقالة من ترديد
النشيد الوطني في فندق في النمسا الا نموذجاً لفخر وسعادة المواطن السعودي وارساله
رسالة صادقة الى قيادته الكريمة يقول فيها شكراً لما تم وان كان ذلك غير مستغرب بل
اننا كمواطنين دائما نؤمن اننا نحن الهم الأول للقيادة وان مصالحنا وحمايتنا
ورعايتنا في ايدي امينة تنتقل من قائد الى قائد منذ نشأة الدولة السعودية قبل أكثر
من 300 سنة وحتى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبد
العزيز وولي عهده الفذ صاحب الرؤية المستقبلية الأمير محمد بن سلمان.
إذا
كانت هذه المقالة انطلقت من حالة انفعالية وطنية فان ذلك يجب ان لا يصرفنا عن
القيمة الجوهرية التي وراء ذلك وهي معنى الوطن والوطنية والفرق بين القيادة المخلصة
والمحبة والقيادة المصنوعة للإدارة بالحد الأدنى من المسؤولية الدفترية.
ان
مجالات شرح ورصد ما تم لحماية ورعاية المواطنين خارج الوطن هذه الفترة الصعبة التي
تجتاح العالم هي صفحات بيضاء من عطاء القيادة يمكن لكل مواطن عاش هذه التجربة ان
يرويها ليعلم الجميع اننا امام مشهد أقرب للخيال وفيه من التفاصيل ما يجعلنا نزهو
وتنتعش ارواحنا طرباً عندما نسمع النشيد الوطني كما حصل مع إخواننا المواطنين في
الفندق النمساوي.
واختم
مع الجميع بطرفه كنت شاهداً عليها وذلك عندما شاهدنا صور وحديث أحد المواطنين من تم
نقلهم الى منتجع 7 نجوم في المالديف عندما بدأ الوباء في العالم وكان رد فعل أحد
الاخوة "ياليتني كنت محله" لما شاهدناه من فخامة وجمال المنتجع وروعة
المكان.
حفظ
الله القيادة الكريمة وحفظ الوطن وأعاد له ابناءه اللذين اضطرتهم الظروف في هذه
الأوقات الصعبة للتواجد خارجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق