الاثنين، 3 مايو 2021

لكل زمان دولة ورجال

 لكل زمان دولة ورجال

إن الاعتراف والتوافق والمسايرة مع مسار ومسيرة الحياة والزمن هو قمة العقل، بل هو واجب على كل إنسان. هذا أمر واضح وطبيعي عند كل ذو بصيرة فلا يمكن أن يأخذ الواحد زمانه وزمان غيره. ولقد توصل وعرف الإنسان الرشيد هذا الأمر فعكسه في قراراته ونظمه وإجراءاته فشرع سن قانونية للتقاعد يلتزم بها غالبية البشر مع وجود استثناءات محدودة خاصة في مجال الفكر والاستشارة وبعض من الأعمال ذات الطبيعة الخاصة.

 

ولعل من أشد الأمور مرارة عندما تجد إنسان يتجاهل حقيقة الحياة وينطلق لقمع وتقزيم جيل آخر بدأ يأخذ طريقه في الحياة بحيث لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل الشعبي. هل هذا الإنسان المتبرم والمتذمر من انطلاقة جيل جديد لم يمر بنفس التجربة يوماً ما!! إذن فكيف به يحلل لنفسه ما يحرمه على غيره.

 

سنن الحياة ونواميسها لا تتغير بالأمنيات والزمن لا يعود للوراء فكل فرد يأخذ دوره في عجلة الزمن بداية ونهاية والعاقل من ألتزم بذلك وعمل به. إن قمة السفه أن يضع الواحد رجلاً على رجل وهو مسترخ على كرسيه ولا هم له إلا مهاجمة فلان وانتقاد علان في محاولة لإبراز عضلاته وادعاءه أن جيله كان لا يشق له غبار ناسياً ومتناسياً أنه قد سبقه أجيال أنجزت وعملت وسوف تأتي بعده آجيال وآجيال لها أفكارها ومبادئها وآليات عملها. يأيه المتأزم والمتحلطم والناقم على غيرك دع الخلق للخالق وتذكر مقولة أبا طالب عندما قال "أنا رب هذه الإبل وللبيت رب يحميه".

 

إن جيل الشباب من حقه أن يدير حياته ويتدبر أموره حسب ما يراه ويعلمه ويستوعبه وعلى الجميع دعمهم ومساندتهم. نحن اليوم إمام مرحلة جديدة في تاريخنا لا تتشابه مع غيرها من المراحل السابقة. إنها مرحلة الانطلاق وتحقيق أهداف وغايات عالمية تتطلب كوادر وكفاءات تتناسب مع ذلك.

 

إنها مرحلة نجاحها مضمون بكفاءة وقدرة أبنائنا اللذين نهلوا العلم والمعرفة من كافة أنحاء العالم. إنها مرحلة التقنية والنت والفضاء المفتوح وليست مرحلة دفاتر الصادر والوارد وغابات الأرشيفات المعشعشة في الأقبية من داخلها مفقود والخارج منها مولود.

 

إنها مرحلة المدير التنفيذي الذي يتواصل مع العالم من جهازه الخاص وهو في مقهى أو على جانب شاطئ جميل يستمتع بوقته فقد ولى عصر المكاتب الفخمة والأبواب المغلقة وجيوش السكرتارية ومدراء المكاتب. نحن في مرحلة المدير التنفيذي الذي يعقد اجتماعه عن طريق الفيديو والهاتف الجوال وغيره من وسائل التواصل الحديثة. المرحلة مختلفة والكفاءات مختلفة فهل ندعمهم يعملون ونتركهم بسلام دون همز ولمز.

 

اليوم هذه البلاد قيادة وموارد بشرية تختلف عن ما عهدناه فدعونا ندعوا لهم  بالتوفيق ونساندهم بالقول والفعل أو على الأقل يجب أن نعمل في ضوء مبدأ " أن نكف شرنا عنهم" ووضع العراقيل في طريقهم.

 

المرحلة الحالية لهذه البلاد سياسة واقتصاد وعمل وموارد بشرية لخصها قائد هذه النهضة الحديثة والمرحلة الحالية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في مقابلته التلفزيونية الأخيرة والتي أدارت الرؤوس وأيقظت النائمين ولجمت الحاقدين وكانت حديث القاصي والداني وشهد بمحتواها وروعتها الأعداء قبل الأصدقاء. الأمور محسومة وواضحة والمسار التنموي أصبح معبداً وجاهزاً لإقلاع طائرة السعودية الحديثة في فضاء العالمية المتطورة ولذا فكل ما علينا هو الايمان بكل ذلك والتمتع بخيراته المقبلة إن شاء الله.

 

أخي المتمسك بتجربتك القديمة والمتحجر في فضاء تفكيرك الضيق أقد لك دعوة صادقة بإن تحمد الله على نعمه وأن تستريح وتريح في تقاعدك الأختياري أو الاجباري وتترك سفينة التحديث تنطلق وتعبر يباب البحر.

 

أخي المتأزم والناقم والمتبرم أقول لك:  

" لكل زمان دولة ورجال"

 

حفظ الله هذه البلاد وأدام عليها النعم وأطال في عمر قائدها سلمان بن عبد العزيز. والله نسأل أن يعين ويوفق ربان مرحلة التحديث والتطوير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق