الأحد، 13 فبراير 2022

سيرة "تيسرت" للدكتور صالح الهذلول: نموذج للكفاح والنجاح

يوم الأربعاء الموافق 9 فبراير 2022م تشرفت بحضور الحفل الذي أقامته جمعية علوم العمران وشرفه بالحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وكان ذلك بمناسبة إصدار سعادة الدكتور صالح بن علي الهذلول وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية السابق كتاباً يحكي سيرته الذاتية منذ طفولته حتى اليوم.ولقد حضر هذه المناسبة العديد من زملاء وأصدقاء وطلاب الدكتور صالح وكل واحد منهم كان سعيدآ بالحضور تقديرآ وتكريمآ لشخصية منفردة علمآ وعملآ وقيم إنسانيه يعرفها من كان قريبآ منه وسعد بالعمل معه سواء كان موظف أوطالبآ.لقد كان الدكتور صالح أثناء مسيرته الأكاديمية أو العملية شخصآ مميزآ بمزيج من الصفات عنوانها الجدية والعصامية والكفاءة والوطنية.إن كتاب "تيسرت" سيقدم لقارئه صورة بانورامية تشبع من ينظر إليها وكلٌ حسب الزاوية التي يرغب حيث تتنقل من جوانب شخصية لجوانب عملية وجوانب وطنية وإجتماعية .بل أن هذه السيرة يمكنني أن أطلق عليها وثيقة تاريخية لحياة مجتمعنا خلال الخمسين سنة الماضيه فهنالك من التفاصيل والصور والأحداث مايشبع نهم القاريء .حقيقة أنا هنا لست في مجال تحليل ونقد الكتاب ولكن مايهمني هو صاحب هذه السيرة الذي عملت معه وتعلمت منه الكثير بل أنه صاحب فضل كبير علي وعلى كثير من زملائي اللذين شرفوا بالعمل تحت إدارته ونهلوا من خبرته وتوجيهاته لسنوات عديدة ومازلنا نسعد به حيث يجمعنا كل رمضان لنلتقي ونعززأواصر الأخوة والزمالة  فهو كما عرفناه لأول مرة وحتى اليوم على الرغم أن مكان العمل فرقنا منذ أكثر من عشر سنوات .وحتى لا أطيل عليكم بتعريف المعرف فإنني أستسمحكم بإستعراض بعض المواقف التي ممرت بها والتي توضح شخصية هذا القائد العملي الذي يدفع شباب الوطن ويوأزرهم دون تمييز:

1_لقد كانت وكالة تخطيط المدن برئاسة الدكتور صالح الهذلول بوتقة لكافة أبناء الوطن بتميزاته المناطقية أو الإجتماعية وهذا ما لاحظه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه (الواقعة موجودة بكتاب السيرة الذاتية).

2_لم تكن الوكالة مركز عمل فقط ولكنها كانت مركز تعلم وتعليم حيث حرص الدكتور صالح على إقامة ندوات علمية ودعوة محاضرين متخصصين في مجال عمل الوكالة لإلقاء المحاضرات وإدارة ورش العمل. فهل يغيب عن ذاكرتنا نحن جيل تلك الفترة مسرح الوكالة وهو يعج بالشباب وكأنهم في أحد قاعات الجامعات. يالها من أيام جميلة !!.  

3_ولإيضاح ثقته ودعمه للعنصر الوطني فأعذروني لإستعراض حالة خاصة عشتها وممرت بها. كان هنالك مشروع كبير أسمه الإستراتيجة العمرانية الوطنية وكان تحت إشراف مشروع لللأمم المتحدة حيث تم إستقطاب خبراء من كافة دول العالم. ومن حرص الكتور صالح فقد قام بتعيين موظف سعودي مع كل خبير وكان يسمى نظير(counterpart) وكنت أعمل حينها مع خبير أمريكي من أصل مصري أسمه الدكتور محمد عبدالرحمن وكان رجلآ مخلصآ ومعطاء في نقل تجربته وعلمه. وكان من ضمن الفعاليات التي تقام في الوكالة أن تعرض هذه الإستراتيجة عندما يحضر ضيوف مهمين وكان الدكتور عبدالرحمن يتولى هذه المسئولية بحكم أهميتها وضرورة أبرازاها بشكل علمي ومهني مميز.وفي يوم من الأيام كان لدينا وفد من البنك الدولي وتم التجهيز للقاء وإعداد العرض المطلوب وأثناء بداية اللقاء لاحظت ورقة صغيرة تتنقل بأيدي الزملاء الموجودين حتى وصلت لي فإذا مكتوب بخط الدكتور صالح :الأخ فدغوش أنت الذي ستقدم العرض اليوم فأسقط في يدي وأحسست أن الثواني ساعات لأنني لم أكن مستعدآ نفسيآ لذلك إضافة أن العرض باللغة الإنجليزية وهو مايزيد الحمل حملآ أخر. المهم قدمت العرض وشرحت الموضوع وبينت ما أستطعت على اللوحات والخرائط. وانتهت هذه المهمة وأنا لاأعلم ماذا قلت .وعندما خرج الوفد الأجنبي قال د. صالح من اليوم فإن مهمة عرض الإستراتيجية العمرانية من مهام فدغوش سواء بالعربي أو الإنجليزي .بعد ذلك اختلى بي وقال إنني أتخذت هذا القرار لثقتي بك وغيرك من شباب الوطن كما أشاد بالأداء الجيد. كما أنه أشار إلى أن أبناء الوطن هم من يجب أن يحملوا مسئوليته أما الخبراء فدورهم توجيهي ومساعد ولهم الشكر والتقدير عندما يقومون بذك بإخلاص وكفاءه ولكنهم ليسوا هم أصحاب المسؤلية المباشرة .

4_أمر مشابه لما ورد أعلاه وهو مايعكس ثقته بالشباب السعودي ودعمهم  فقد كان هنالك مؤتمر في نوتردام -هولندا وشاركنا ببحث علمي الدكتور صالح وأنا و عندما وصلنا إلى هناك أبلغني بأن أقدم البحث العلمي وسيكون بجانبي إذا أحتجت لدعمه أو الإجابة على التساؤلات التي لا أعرفها أو تحتاج إلى إيضاح أكثر عمقآ وتفصيلآ. علماً أن إلقاء الدكتور صالح للبحث سيكون أكثر قبولاً بحكم منصبه وخلفيته العلمية والجامعات التي تخرج منها مثل MIT و هارفرد . 

5_أنا متأكد أن كل من عمل مع الدكتور صالح أو زامله أو صادقه عنده من الحكايات الكثير التي لوجمعت في كتاب لوجدنا أمامنا وثيقة رائعة لنموذج متميز من الكفاءات الوطنية سواء  في الجانب الأكاديمي أو العملي أو الإنساني. كما أنني لم أسرد الكثير من المواقف التي تعكس شخصيته ولكنني فقط أوضحت الجانب الخاص بدعمه وإيمانه بكفاءات الوطن وإعطائهم الفرص.

سعادة الدكتور صالح الهذلول لقد وفيت وكفيت فلك الشكر والتقدير وأسأل الله أن يطيل في عمرك وأن يمتعك بنجاح وتوفيق أبنائك وأحفادك وهؤلاء قصة أخرى من النجاح ولكنني أتركها لغيري ليرويها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق