الأربعاء، 29 فبراير 2012

حق الإسلاميون في التعبير عن أرائهم

وجود التيار السياسي الإسلامي حقيقة معروفة ومشاهدة على أرض الواقع.كما أن هذا التيار يكتسب أنصارآ ومؤيدين بشكل كبير لإسباب عدة لعل من أهمها إيمان أكثرهم بما يطرحون وسعيهم الجاد (والمؤلم لهم في أحيان كثيرة) لنشر فكرهم وتجاوز العقبات التي تقف في طريقهم.والمثل الشعبي يقول " من حصل شيء يستاهله".ولعلي أقول بشكل شبه يقيني أن أكثر تيار فكري وسياسي في العالم العربي تعرض منسوبيه في السنوات الأخيرة للإعتقال والتعذيب والمطاردة هو التيار السياسي الإسلامي.
هذه المقدمة ليست لكسب موقف أوخداع قاريء ولكنها من متطلبات الطرح العقلاني للواقع ووضع الأمور في نصابها.ولقد دفعني لكتابة هذا المقال نقاشات وحوارات مع بعض الأصدقاء عن تقييم وفهم ما يقوم به أشخاص من تعبير حاد عن رؤيتهم ورؤاهم لمسارات التنمية وأن بعض الطروحات تنحى منحى الرفض بسبب قناعتهم أن ذلك مخالف للإسلام.
الحقيقة أن حرية التعبير مبدأ أساسي لايمكن أن يطلب عاقل بإلغاءه أو وضع شروط جائرة لممارسته.ولكن وبنفس الإيمان والقوة التي نطالب فيها بحرية الرأي فأننا لايمكن أن نقبل أو نتصور حرية رأي تهدم أسس السلم الإجتماعي  وتتراقص مع مقولة هدم البيت على رؤوس ساكنيه.
إن التيار السياسي الإسلامي يجب أن يكشف عن وجهه ويعبر عن أرائه بكل حرية منضبطة.يجب أن يقدم فكره ومنهجه وتنظيمه للجميع حتى يتم التعامل معه بوضوح وشفافية فلا هو يخاف من الغير ولا الغير يعيشون في دوامة من الشائعات والمقولات التي قد تكون صادقة أوكاذبة.يجب أن تكفل للتيار حرية الدفاع عن مايتهم به دون خوف من ملاحقة أخلاقية أو أمنية.ولعل أقرب مثال على خطورة مايحصل من لغط هو ما يطرحه هذه الأيام في تويتر د.سلامه العتيبي من أسماء وتنظيمات وتكتيكات لتنظيم يدعي هو وجوده.إنني كمواطن ذو نهج وطني أخاف على وطني ومستقبل أولادي ولاأشعر بالطمائنينه لوجود شائعات أو حقائق د.العتيبي . فإن كان صحيحآ ما يقوله فما المانع من الظهور على وجه الأرض حتى نعرف مالنا وما علينا وحتى نقارع الحجة بالحجه.قد يقول قائل أن التيار المذكور لايريد ذلك وليس من مصلحته حصوله.وهنا نرد أن الخوف قد يكون هو السبب.كما قد يقول قائل أخر أن الأطراف الأخرى سوف تكون ضعيفة أمامهم(لمبررات منطقية). ولكن قناعتي أن التيار الوطني المخلص والمحب لوطنه بكافة مكوناته قادر على وقوف الند للند وأبراز الوجه الحقيقي للمنجزات ورسم أمال المستقبل بكفاءة سوف تفاجيء الكثيرين وأولهم التيار السياسي الإسلامي.
إن ضمان حرية التعبير للتيار الإسلامي السياسي هو خطوة صحيحة في ضمان مستقبل الوطن لإنه سيحقق مبدائين أساسيين هما:
 1-رفع سقف الحرية المنضبطة في إبداء الرأي وتحقيق مصلحة معالجة العيوب بما يسمى( feed back) وهومايمكن كل تيار من تعديل طروحاته ومراجعة أسسه بما يتوافق مع الأخرين ويمنع التصادم المدمر للجميع حيث ستسمى الأمور بإسمائها الصريحة دون مؤامرات أوعمل سري أو خداع للجموع بمباديء التقية .
 2-يمكن التيار الوطني (الكبير في نظري) من الثقة في نفسه وأن وقوفه بجانب وطنه ليس جريمة أوعيب يداريه البعض في المجالس والإستراحات .
وهنا يجب الإيضاح بكل شفافية أن التيار السياسي الإسلامي نجح في رسم صورة ذهنية لدرجة الإحجام عن مناقشة أو تفنيد رأي أي إسلامي في جلسة أو مناسبة مهما كانت خاطئة إلا من القلة القليلة .فمبدأ من خاف سلم أصبح له وجود في حياتنا الإجتماعية حتى وصل الأمر إلى تبني مواقف التيار السياسي الإسلامي من بعض من لايمتون بصلة لهم.ولعل ما نقرأه في تويتر حاليآ  يقدم مثالآ صارخآ لهذا الواقع حيث أن الواحد عندما يرى طرح أشخاص يعرفهم يستلقي على قفاه من الضحك لهذه الإنتهازيه الرخيصة.والله أنني أحترم وأقدر كل شخص ملتزم ومؤمن بطرح التيار السياسي الإسلامي مهما أختلفت معه ومهما كان خطوءه من وجهة نظري.أما راكبي الموجه والمعتقدين بجني أرباح مستقبلية فلا وألف لا.إن عمل التيار الإسلامي السياسي من تحت الأرض وقمع حريته في التعبير عن آرائه كتنظيم وليس كأفراد هو خطأ إستراتيجي يدفع ثمنه الوطنيين اللذين ضاع صوتهم وضعفت مقاومتهم أمام الإكتساح الهائل للتيار السياسي الإسلامي.دعو هذا التيار يعبر عن أراءه ووجوده ودعو الوطنيين يرفعون راية محبتهم لوطنهم بمنجزاته وإخفاقاته.

أخيرآ قد يقول أحد القراء الكرام أنني تجاوزت الحدود وأدخلت نفسي بعش الدبابير وله أقول أن محبة الوطن من الإيمان.وخوف أي مواطن  من التنظيمات السرية ونتائج عملها يجب أن يكون أكبر من الخوف من نقد أوحقد أو مسألة.وكما ضحى الأجداد والأباء في بناء الوطن والدفاع عنه فإننا يجب أن نسير على دربهم.وإذا كان يقال أن التاريخ يعيد نفسه فإنني أتفق مع مقولة أحد الكتاب الأعزاء الذي قال"إن التاريخ هو المستقبل".
نسأل الله جل جلاله أن يحمي وطننا وأن يصفي النفوس لما فيه الخير والفلاح.

      


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق