الاثنين، 12 مارس 2012

"اللهم إكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم"

جميلة ومعبرة هذه الجملة التي أطلقها نابليون بونابرت  : اللهم إكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. إن هذه الجملة هي عصارة تجربة ثرية عاشها أحد رموز القادة الذي خاض وصارع وحارب وسجل أسمه في صفحات التاريخ بصرف النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع مبادئه.إلا أن حكمته التي أطلقها باقية وراسخة إلى اليوم في مسارات الحياة وخبايا السياسة الدولية.وفلسفة جملة نابليون بسيطة وهي أن الإنسان يأمن لإصدقائه ويثق فيهم ويعطيهم أسراره وبالتالي يعرفون مصادر قوته وضعفه.وعندما ينقضون عليه فإنه يواجه أمرين يضعفان من مقاومته هما:
       1- الطعن من الخلف والغدر من موقع الثقة.
        2-المعرفة التامة بنقاط الضعف وإستثمارها.
إن ما ينطبق على الفرد هو نفس ماينطبق على المجموعات تنظيمات كانت أو دول.وهذه الأيام نشهد نماذج صارخة من حرب الأصدقاء وهتكهم لمباديء الصداقة بمفهومها العام.وقبل الدخول مباشرة في عرض نماذج حية محلية ودولية نشاهدها يوميآ يجب أن أوضح أن النقد أو الإشارة للنماذج لايدخل في صلب الحق والشر أو الصح والخطأ وإنما إبراز لظاهرة لانعلم إلى أي مدى يمكن أن تصل وإلى أي درجة صدق وشفافية تتراقص أحرفها.في مواقع تويتر شهدنا حربآ إعلامية ضروسآ بين تنظيمات ومجموعات تقوم على هتك الأسرار وخلط اللبن بالماء وإثارة الغبار حتى لا تعرف من يصدق ومن يكذب.بدأت هذه الظاهرة -حسب معرفتي- بتغريدات ما يعرف بمجتهد حيث تسربت معلومات وفضائح لايمكن أن تأتي إلا من داخل الدائرة.أسماء وأرقام ومخالفات وفساد أصبح يتردد على الألسنة .وحتى لو سلمنا بكذب وتزييف بعضها إلا أن بعضها الأخر محل نظر. والمثل يقول لادخان بدون نار.وبينما نحن في مرحلة صدمة الذهول والمتعة مع مجتهد نجد صاروخآ أخر يطلق من قاعدة أصدقاء على مساكن أصدقائهم.إنطلق الدكتور سلامة العتيبي ليكشف أسرار وخبايا مايسميه تنظيم الإخوان في السعودية.وإذا كان مجتهد تكلم عن أمور يسمع فيها البعض فإن ماذكره د. العتيبي أمر صادم ومروع لشخص عادي مثلي.هل يمكن أن يحدث ذلك؟وهل بعض هذه الأسماء التي نجدها في فضائنا الإجتماعي والثقافي والإداري يمكن أن ينزلقوا هذا المنزلق ؟وهل مظاهر التقى والورع والعمل الخيري كانت غطاء تم من خلاله خداعنا؟أم أن الأمر هو مجرد تصفيات وأحقاد أستخدمت فيها أسلحة قذره؟
صدمتنا في إنقلاب الأصدقاء لم تقف عند ما أشرنا له أعلاه بل وجدنا كتاب وأسماء تنقلب على أصدقائها وتتهمهم بأشياء لانعلم هل هي حقيقية أم أوهام أم إفتراء؟وجدنا الأستاذ صالح الشيحي والأستاذ خالد الغنامي والأستاذه وداد خالد يقلبون ظهر المجن ويقولون خذوها ضربة من يدي بينما ضحايهم يصروخون بمقولة يوليس قيصر "حتى أنت يابروتس".
قد يقول قائل أن الحق يعلو ولا يعلى عليه. وهذا صحيح بشكل عام ولكن حتى الحرب يمكن أن تكون حربآ شريفة ويمكن أن تكون حربآ قذره.أن تقتل عدوك وجهآ لوجه لايماثل أن تقتله طعنآ من الخلف.هذا إذا إفترضنا أن العداء فقط هو الدافع وليس أسباب أخرى.
أحداث إعلامية أكدت مقولة نابليون منذ سنين عديدة "اللهم أكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم ".
وإذا كانت التركيبة المحلية السابقة تمثل نماذجآ فردية قد نشهد تزايدهامستقبلآ بما يتماشى مع طفرة الإعلام الحديث إلا أن مقولة نابليون  موجودة وممارسة وقابلة للتطبيق على المستوى الدولي.لقد سقط وأسقط بعض الحكام من قبل أصدقائهم وحلفائهم أو على الأقل بمعونتهم .شهدنا ذلك في نورويغا ومبارك والقذافي وبن علي والحبل على الجرار.وحتى على المستوى الخليجي نجد مؤشرات لاتطمئن أو تبشر بخير.ولعل أفضل ما طرح إعلاميآ خلال هذه الأيام ما كتبه الدكتور جاسر الحربش في جريدة الجزيرة في عدد يوم الأثنين 17 مارس 2012 والذي رفع الراية الحمراء لمن يريد أن يعتبر.
حفظ الله البلاد وأسعد العباد ورزقنا الأمن والأمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق