السياسة وممارستها أقل مايمكن إطلاقه كوصف لها هوأنها بحر تجتمع فيه كل الصفات والمواصفات.فالبحر منظره جميل وأعماقه مخيفة.يمكن أن يكون صافيآ هادئآ ثم يثور ويتحول إلى عالم من العواصف والخوف والرعب.البحر يمكن أن يكون مصدرآ للغذاء والثروة وممكن أن يكون مقبرة لمن يغرق فيه.بكل إختصار إن البحر هو عالم غامض متقلب نحبه ولانأمن غدره.وإذا كان عالم السياسة يوصف بالبحر فإنه يعرف كذلك بتعاريف متعددة مثل عالم الممكن وعالم نصف الحقيقة وغير ذلك من تعاريف تصب أغلبها في أن مايقال أويسمع من السياسيين ليس هو تعبير صادق عن الحقيقة والحق.
وعلم السياسة إرتبط بإذهان الكثيرين بشقه الدولي وعلاقات الدول ببعضها البعض.إلا أن السياسة كعلم ونظريات وممارسات يمثل ركنآ هامآ في إدارة الشئون المحلية للدول ويحكم إيقاع العلاقات بين مكونات المجتمع .
ومع وجود ألاف النماذج لرجال ودهاة ومفكري السياسة إلا أن أكثر رمزين حضرا في ذهني من أجل المقال هما الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان والمفكر الإيطالي ميكافيلي.فتجربتهما ومقولاتهما لها طعم ورائحة مازالت موجودة في مطابخ السياسة في عالم اليوم.
وبدء بمعاوية لإنه الأقدم تاريخيآ فإننا نجد أنه كان ماهرآ وذكيآ في صنع الحبكة السياسية ونموذجآ للدهاء السياسي حيث تمكن من بناء إمبراطورية لها أسسها ونظمها وفلسفتها التي كانت خروجآ على المألوف في تلك الحقبة الزمنية.ودون التعمق في دراسة أوتحليل تلك التجربة السياسية أوتقييم إيجابياتها وسلبياتها فأننا نسترجع قدرته العجيبة والكبيرة في إستقطاب الأنصار وتحفيز الجموع للإلتفاف حوله مهما كانت الخلافات والعدوات معه.لقد إستطاع بممارسته ووعيه أن يحتوي خصومه أو على الأقل أن يحيدهم ويهمشهم بكل ذكاء.ولعل أفضل إستراجية إتبعها(وهي تعتبر نظرية سياسية في علم السياسة اليوم)هي مقولته المشهورة "لوكان بيني وبين الناس شعرة لما إنقطعت.فإن مسوها تركتها وأن أرخوها جذبتها".بهذه الفلسفة إستطاع أن يجعل كل الخطوط مفتوحة وموصولة .إنها سياسة الكر والفر التي تتطلب الصبر والذكاء والمراقبة وإنتظار الفرص.لم يكن السياسي معاوية على إستعداد أن يخسر الناس حتى ولو كانوا أعدائه وإنما يبقي هدفه الأساسي صامدآ وأمام عينيه ويسمح لتغيير الأساليب والتكتيكات لتحقيق الهدف يأخذ دوره.
أعطني أي دولة عظيمة في هذا العصر لاتتبع نهج وفكر معاوية في إدارة أمورها السياسية مع إختلاف الأليات المستخدمة؟ أنظر إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول ذات الصولات والجولات في عالم اليوم وسوف ترى فكر معاوية موجود في ثنايا أجندتها .جميع دول العالم الكبرى لاتصل إلى نهاية الطريق في علاقاتها مع الغير إلا عندما ترى أن الفرصة والظروف مكتملة الشروط للإنقضاض وأكل الفريسة.ولعل أقرب مثال على هذه الممارسات أن الدول الكبرى دائمآ ماتفتح أبوابها وتحمي أي معارضة حتى للدول الصديقة لها وذلك إنها تريد إبقاء شعرة معاوية .فيالها من شعرة حكمت العلاقات الدولية وغيرت من أنظمة حكم ومعاهدات تعاون وتحالف.
وإذا كان معاوية يمثل جانب الدهاء والذكاء في شرحنا للممارسة السياسية فإن ميكافيلي يمثل جناحآ أخر له حضوره وأهميته وتأثيره.إن ميكافيلي قدم لعلم السياسة مباديء غير أخلاقية ولكنها عملية وواقعية .بل أن مباديء ميكافيلي هي المسيطرة والغالبة في نظريات السياسة وممارسة السياسيين دوليآ ومحليآ.ومن أهم وأوقح مقولات ميكافيلي :"الغاية تبرر الوسيلة" التي تجردت من كل وازع أخلاقي وإنساني في سبيل الوصول للأهداف.وحتى يظهر قبح مقولات ميكافيلي التي تنطبق على عالم اليوم بكل أسف نستعرض بعض المقولات مثل:
"من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك" أو"إن الدين ضروري للحكومة لالخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس" أو "ليس أفيد للمرء من ظهوره بمظهر الفضيلة". إن فظاعة أفكار ميكافيلي لم تمنع من إستخدامها كمرشد لكثير من السياسيين والدول حتى إرتبط علم الساسة الدولية بجانب الظلم ونحر الحق وسحق المظلومين.وهذه الممارسات نجد جذورها في فكر ميكافيلي الذي قال أيضا "لايجدي أن يكون المرء شريفآ دائمآ "أو "حبي لنفسي دون حبي لبلادي".
إن إيجاد طريق بين المعاوية والميكافيلية هو قمة النجاح في عالم اليوم.فمن يستطع تكوين الخلطة المناسبة من بهارات معاوية وميكافيلي فقد نجح في إخراج طبخة سياسية لذيذة. ومن إستوعب خطواتهما في معارج السياسة فقد شق له طريق سوف يوصله إلى تحقيق أهدافه أو على الأقل الوقوف في وجه أهداف الأخرين وإفشال خططهم.
ختامآ أرجو أن لايأتي من يبحث عن المدينة الفاضلة لإفلاطون ويحلم بعالم يسوده الخير والصدق والإنسانية الصافية .فمع حلمنا بذلك وأمنيتنا بوجود مدينة الفضيلة إلا أن التعايش مع الواقع المر لعلم السياسة هو الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها بخيرها وشرها.
وعلم السياسة إرتبط بإذهان الكثيرين بشقه الدولي وعلاقات الدول ببعضها البعض.إلا أن السياسة كعلم ونظريات وممارسات يمثل ركنآ هامآ في إدارة الشئون المحلية للدول ويحكم إيقاع العلاقات بين مكونات المجتمع .
ومع وجود ألاف النماذج لرجال ودهاة ومفكري السياسة إلا أن أكثر رمزين حضرا في ذهني من أجل المقال هما الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان والمفكر الإيطالي ميكافيلي.فتجربتهما ومقولاتهما لها طعم ورائحة مازالت موجودة في مطابخ السياسة في عالم اليوم.
وبدء بمعاوية لإنه الأقدم تاريخيآ فإننا نجد أنه كان ماهرآ وذكيآ في صنع الحبكة السياسية ونموذجآ للدهاء السياسي حيث تمكن من بناء إمبراطورية لها أسسها ونظمها وفلسفتها التي كانت خروجآ على المألوف في تلك الحقبة الزمنية.ودون التعمق في دراسة أوتحليل تلك التجربة السياسية أوتقييم إيجابياتها وسلبياتها فأننا نسترجع قدرته العجيبة والكبيرة في إستقطاب الأنصار وتحفيز الجموع للإلتفاف حوله مهما كانت الخلافات والعدوات معه.لقد إستطاع بممارسته ووعيه أن يحتوي خصومه أو على الأقل أن يحيدهم ويهمشهم بكل ذكاء.ولعل أفضل إستراجية إتبعها(وهي تعتبر نظرية سياسية في علم السياسة اليوم)هي مقولته المشهورة "لوكان بيني وبين الناس شعرة لما إنقطعت.فإن مسوها تركتها وأن أرخوها جذبتها".بهذه الفلسفة إستطاع أن يجعل كل الخطوط مفتوحة وموصولة .إنها سياسة الكر والفر التي تتطلب الصبر والذكاء والمراقبة وإنتظار الفرص.لم يكن السياسي معاوية على إستعداد أن يخسر الناس حتى ولو كانوا أعدائه وإنما يبقي هدفه الأساسي صامدآ وأمام عينيه ويسمح لتغيير الأساليب والتكتيكات لتحقيق الهدف يأخذ دوره.
أعطني أي دولة عظيمة في هذا العصر لاتتبع نهج وفكر معاوية في إدارة أمورها السياسية مع إختلاف الأليات المستخدمة؟ أنظر إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول ذات الصولات والجولات في عالم اليوم وسوف ترى فكر معاوية موجود في ثنايا أجندتها .جميع دول العالم الكبرى لاتصل إلى نهاية الطريق في علاقاتها مع الغير إلا عندما ترى أن الفرصة والظروف مكتملة الشروط للإنقضاض وأكل الفريسة.ولعل أقرب مثال على هذه الممارسات أن الدول الكبرى دائمآ ماتفتح أبوابها وتحمي أي معارضة حتى للدول الصديقة لها وذلك إنها تريد إبقاء شعرة معاوية .فيالها من شعرة حكمت العلاقات الدولية وغيرت من أنظمة حكم ومعاهدات تعاون وتحالف.
وإذا كان معاوية يمثل جانب الدهاء والذكاء في شرحنا للممارسة السياسية فإن ميكافيلي يمثل جناحآ أخر له حضوره وأهميته وتأثيره.إن ميكافيلي قدم لعلم السياسة مباديء غير أخلاقية ولكنها عملية وواقعية .بل أن مباديء ميكافيلي هي المسيطرة والغالبة في نظريات السياسة وممارسة السياسيين دوليآ ومحليآ.ومن أهم وأوقح مقولات ميكافيلي :"الغاية تبرر الوسيلة" التي تجردت من كل وازع أخلاقي وإنساني في سبيل الوصول للأهداف.وحتى يظهر قبح مقولات ميكافيلي التي تنطبق على عالم اليوم بكل أسف نستعرض بعض المقولات مثل:
"من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك" أو"إن الدين ضروري للحكومة لالخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس" أو "ليس أفيد للمرء من ظهوره بمظهر الفضيلة". إن فظاعة أفكار ميكافيلي لم تمنع من إستخدامها كمرشد لكثير من السياسيين والدول حتى إرتبط علم الساسة الدولية بجانب الظلم ونحر الحق وسحق المظلومين.وهذه الممارسات نجد جذورها في فكر ميكافيلي الذي قال أيضا "لايجدي أن يكون المرء شريفآ دائمآ "أو "حبي لنفسي دون حبي لبلادي".
إن إيجاد طريق بين المعاوية والميكافيلية هو قمة النجاح في عالم اليوم.فمن يستطع تكوين الخلطة المناسبة من بهارات معاوية وميكافيلي فقد نجح في إخراج طبخة سياسية لذيذة. ومن إستوعب خطواتهما في معارج السياسة فقد شق له طريق سوف يوصله إلى تحقيق أهدافه أو على الأقل الوقوف في وجه أهداف الأخرين وإفشال خططهم.
ختامآ أرجو أن لايأتي من يبحث عن المدينة الفاضلة لإفلاطون ويحلم بعالم يسوده الخير والصدق والإنسانية الصافية .فمع حلمنا بذلك وأمنيتنا بوجود مدينة الفضيلة إلا أن التعايش مع الواقع المر لعلم السياسة هو الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها بخيرها وشرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق