الخميس، 20 فبراير 2014

الإقتصادسياسه والسياسة إقتصاد.ومالجديد!!!!

عنوان هذه المقالة قد يغري البعض بإستعادة المقولة المشهورة :وفسر الماء بعد جهد بالماء.ولكن قيمة ومصادقية النظريات العلمية هي في وضوحها وبساطتها حتى يظن كل أحد أنه قادر على فهمها والتعامل معها بينما الحقيقة أن تنفيذها ووضعها على محك الممارسة يظهر جليآ الفرق بين الفهم النظري وإمكانية التنفيذ.هذه المسلمة العقلية هي محور وسبب عنوان المقالة كما أنها جوهر الطرح أمامكم من منظور الممارسات الدولية وصنع سياساتها حول وجهي المعادلة الإقتصاد والسياسة وأيهما له اليد الطولى في منهجية وإدارة العلاقات الدولية والسياسة الخارجية لكل دوله .
إسمحوالي أن أخذ  دولتين أرى فيهما مثالآ مناسبآ لشرح الفكرة وكيفية تقديم أحد وجهي المعادلة على الأخر.الدولتان هما أمريكا وقطر مع فارق القيمة الدولية والتأثير لكل منهما. أمريكا (أو العم سام أو الينكيز) عملاق دولي هيمن لسنوات طويلة على المشهد الدولي وكانت رغباته وقراراته تقيم الدنيا وتقعدها .تقلب الأبيض أسودآ والأسود أبيضآ وما على الكثيرين إلا السمع والطاعة أو السكوت خشية ورهبه. طبعآ الكل يعرف أن أمريكا بلد رأسمالي للمال سطوته وللقطاع الخاص صولته فكل بناء المنظومة الأمريكية تعمل لخدمة الإقتصاد الداخلي وليس الدولي. وتحقيقآ لهذا الهدف والغاية فإنها (أي أمريكا) وظفت السياسة لخدمة الإقتصاد فلا صوت يعلو على صوت المال والأعمال حتى أن كل مجموعة إقتصادية وكل صناعة متخصصة لها لوبي خاص بها يضغط ويدفع بسياسة الحكومة لما يحقق أغراضه.ولذا يمكننا القول أن أمريكا هي المثال الحي والمناسب لبيان كيفية صياغة السياسة خاصة الخارجية لخدمة الإقتصاد فلا يحكم علاقتها مع الدول مباديء أو أخلاقيات العلاقات الإنسانية  وإنما يتم إختيار المواقف بناء على قاعدة المنفعة الإقتصادية.ومنها أطلقت مكينتها الإعلامية وقوتها الإستخباراتية لمحاربة من يقف في وجه مصالحها مرة بإسم حقوق الإنسان التي هي أكثر من داس عليه .ومرة بإسم الديمقراطية التي تطالب بها في موقع وتغض الطرف عنها في موقع أخر.نجدها مرة تشجب المظاهرات والثورات ومرة تدعمها وتؤيدها.ببساطة يمكننا القول أن كل ساساتها وسياساتها يحكمها المنفعة الإقتصادية والعائد المادي.فالسياسة عند أمريكا هي الحصان الذي يجر عربة الإقتصاد فلولا أهمية العربة لما أطعمت وإعتنت بالحصان.أمريكا هي منظومة إقتصادية تستخدم السياسة لخدمة الإقتصاد الخاص بها. وعليه فلا يغتر أويبرر أي شخص الممارسات السياسية لأمريكا أو تقلباتها المفاجئة  فعدو الأمس هو صديق اليوم وصديق الأمس هو عدو اليوم " وكله فلوس وبيزنز" ولاعلاقة للقيم والمباديء بتصرفاتها وشطحاتها.تنطلق مظاهرات في أوكرانيا وفنزويلا فتدعمها أمريكا (حقوق إنسان وحرية ياحبيبي) وتنطلق مثيل لها في نيويورك وكوريا الجنوبية وتايلند وسوريا وفلسطين والعراق فيخيم الصمت وتغلق الكميرات التابعة لأمريكا.

وبعد أن ألقينا بعض من الضوء (والكثير معروف للكثيرين) من تقديم الإقتصاد على السياسة أو بالأصح إستخدام السياسة لخدمة الإقثصاد فلننتقل للوجه الأخر وهو إستخدام الإقتصاد لخدمة السياسة والذي أخترنا دولة قطر مثال توضيحي له.قطر دولة أعطاها الله خيرآ كثيرآ وجنت عوائد مالية كبيرة وضع أسمها في القائمة الدولية.وكان بإمكانها أن تسير وتستمر في مسار عظيم يقوم على صياغة سياستها بما يخدم إقتصادها وتعيش بسلام ووئام مع محيطها ولكنها ومنذ التسعينات الميلادية إختارت أن أن تضع العربة (الإقتصاد) في الأمام وأضطرت إلى البحث عن أساليب وممارسات تحقق معادلة الإقتصاد في خدمة السياسة فأخذت تنفق بسخاء من إقتصادها لتحقيق واقع سياسي ترغب فيه حتى الأن لايعرف العامة على الأقل ماهو وماهي متطلباته.لقد أصبحت قطر مركزآ ومقرآ لكثير من الحركات السياسية التي تريد واقع سياسيآ جديدآ يرسم خرائط وحدود دول جديدة.لقد أنفقت قطر بسخاء على طموح سياسي يعيد صياغة خارطة الدول العربية تكون قطر فيه هي جوهرة التاج.إن قيمة وقوة قطر الإقتصادية دفعتها إلى أخذ الوجه الأخر من إستراتيجية أمريكا وهو السياسة إقتصاد.فما دام المال موجود والموارد متوفرة فلما لا تصاغ السياسة الإقليمية حسب ذلك ؟ ولماذا لا ينفق الإقتصاد على السياسة ويضع الرضاعة في فمها لتشب وتصبح يافعة  تجعل من الشابة قطر محط أنظار العشاق والراغبين في الوصل والتواصل معها ؟.ومنها كان الإقتصاد هو المكياج المستخدم لتجميل وتحسين قطر ووسيلة إغراء للمغامرين والنصابين أحيانا.

إن لعبة الإقتصاد ثم السياسة أو السياسة ثم الإقتصاد هي لعبة مستمرة في السياسة الدولية تمارسها كل دول العالم ولكن أمريكا وقطر يمثلان في نظري المثالين المتطرفين في هذه اللعبة .وكلنا يعرف أنه في أثناء التحليلات الإحصائية عند دراسة أي موضوع فإن أفضل طريقة للوصول إلى نتائج طيبة وعادلة يكون بحذف الأرقام المتطرفة .فهل نفعل ذلك بالسياسة الدولية والعلاقات الخارجية التي تعنينا. اللهم أمين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق