الاثنين، 21 أبريل 2014

لسنا عنصريين ولكن من يحمينا منهم

تعتبر العنصرية من أقبح السلوكيات التي يمارسها البشر سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الحكومات.ومع هذا القبح الذي يتعارض مع القيم والمباديء التي سنها رب هذا الكون إلا أنها تضرب أطنابها وتتنقل عبر العصور وعلى مختلف بقاع الأرض حيث لا يجد دعاتها صعوبة في تسويقها وبثها وتجد بكل أسف من يتلقفها ويمارسها .ولعل هتلر وحزبه النازي يمثل رمزآ تاريخيآ لممارسة العنصرية بشقها القبيح المباشر مع العلم أن الواقع الإنساني زاخر بأمثال هتلر.
وحتى لانسهب في أغوار هذا الداء الأخلاقي مما يصرفنا عن هدف وغاية هذه المقالة فإننا نكتفي بهذه المقدمة ونقفز إلى عنصريتنا القبيحه التي كل ما حاولنا أن ننساها ونتجاوزها قام من في قلوبهم مرض بنكء جروحنا التي عالجناها وتسامينا عن من كان سببآ بها.
خلال الأيام الماضية وبكل أسف راجت رائحة كريهه عفنه سببها مهاجمة البعض لأبناء البادية دون مبرر أو عقل وإنما بدافع العنصرية البغيضة حيث لاكت ألسنهم مصطلحات وصفات للبدو يخجل من نطقها من كان عنده عقل أو خوف من حساب أو عقاب.ولقد تظاهر هؤلاء الموتورين بنقدهم لسلوكيات معينة كدليل لتهجمهم وبث أحقادهم حيث أخذوا على سبيل المثال ما يحصل في مزايين الأبل كمثال على الإسراف وصرف الأموال من قبل جهات جاهلة (طبعآ المقصود أبناء البادية). ومع عدم الإحترام لحججهم نقول لو كان طرحهم غير عنصري لإنتقدوا بنفس الوقت الملايين التي تدفع على لاعبي الكرة أو حفلات المطربين والتي وصلت لإرقام فلكية . فمن يريد الإصلاح ومحاربة السلوكيات الخاطئة لايفرق بين بدوي وحضري ولكن ينقد ويشجب السلوك الخاطيء مهما كان مصدره ولكنها الأهواء والأمراض النفسية المتعمقة في من في قلوبهم مرض.إن نقد سلوكيات أصحاب الأبل يكون مقبولآ لو أنه لم تعدى ذلك إلى إلى سب وشتم أبناء البادية وإلصاق صفات بذيئة فيهم كل ذلك بدافع عنصري و بلغة حاقدة يستنج منها ماتخفيه قلوبهم المريضة .إن أبناء البادية أيه المرضى كانوا ومازالوا وسيبقوا ركنآ حصينآ لبناء وحماية هذا الكيان الشامخ الذي أعطاكم المال والجاه والمناصب التي غرتكم للتطاول والإساءة بكل بجاحة وقلة حياء. ومع أنه مرت حتى الأن أكثر من مائة عام على توحيد هذه البلاد تحت راية لاإله إلا الله فمازال الكثيرون منا بكل أسف يصنف أبناء الوطن إلى فئات ويقلل من شأن بعضهم .يمارس البعض منا العنصرية إما سلوكآ أو لفظآ حتى وصل الأمر إلى الأحياء السكنية ونوعية سكانها. تكون جالسآ مع زميل أو صديق أو جلسة عامة فتفاجأ بلفظة عنصرية تخرج تجاهك فتضطر إما إلى السكوت والترفع عن هذا السخف أو الرد المؤدب لإيقاف العبث العنصري.وإذا كانت الأجيال السابقة والحالية قد تعاملت مع الإنحرافات الأخلاقية العنصرية بعقل وحكمة فمن يضمن إستمرار ذلك من قبل الأجيال القادمه.وفي هذا المجال ذكر لي أحد الأصدقاء أنه كان في مرة من المرات مع شخص في سيارته في رحلة عمل وكان إبنه معه وأثناء النقاش فلتت من صاحب السيارة لفظة عنصرية قبيحة فوجد إبنه في حالة إنفعال للرد فأشار له بالسكوت وعند إنتهاء الرحلة عاش صراعآ نفسيآ مع إبنه وإقناعه بتجاوز مثل هذه السلوكيات إلا أنه بينه وبين نفسه كان يرى مبررات كثيرة لإنفعال إبنه وحقه الأخلاقي بلطم ذلك المعتوه الذي أظهر لسانه ما في داخل قلبه.
قد يقول قائل إن طرح هذا المقال فيه تجاوز أو أنه بعيد عن الحقيقة ولكن ذلك لاينفي وجود العنصرية اللفظية والسلوكية في مواقع عدة سواء في القطاع الخاص أو العام لدرجة أن تولي أحد أبناء البادية مركز قياديآ يعتبر إستثناء تتحدث به الركبان ويستخدم كنموذج يستشهد به الطيبون  كمثال على عدم وجود العنصرية مع أننا كلنا نعرف أن الإستثناء لا يلغي القاعده.ولولا إحترام البعد الوطني وعدم الرغبة في إثارة ما لايجوز إثارته لذكرت كثير من الأمثلة التي تبين واقع العنصرية البغيض .ولكن سوء قبح الموضوع يدفعنا إلى إرسال الإشارات واللبيب بالإشارة يفهم.كما أن وجود بعض العنصريين ونقدهم بهذه المقالة لا يعني أننا لا نعيش ونتعامل مع فئات كثيرة على طرف نقيض من مرضى العنصرية ولكن كلنا نعرف أن الثوب الأبيض يتشوه بوجود بقعة وسخ ولو كانت صغيرة.
نسأل الله العلي القدير أن يعيد للبعض عقولهم وأن يبتعدوا عن هذه الممارسات القميئة وأن يحمي وطننا ويزيد تماسكه ووحدته بقيادة قادته الميامين. اللهم آمين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق