خلال الأربع والعشرين ساعة الماضيه كان موضوع إعتقال بعض كبار مسئولي الفيفا طاغيآ في وسائل الإعلام حيث قامت السلطات السويسرية وبالتنسيق مع جهات أمريكية بإعتقال سبعة أشخاص حتى الأن بتهمة الفساد . ومن المتوقع أن تكون خطوة الإعتقالات خطوة في سلسلة من الإجراءات والتحقيقات في ممارسات الفيفا وحجم الفساد من رشاوي وغسيل أموال وتأمر .الأيام القادمة ستكون كابوسآ ورعبآ لمن إبتعدوا عن القيم الرياضية وعاثوا فسادآ في هذه المنظمة العالمية . التوقعات تقول أن الأمر لن يقتصر على أفراد ولكنه سيطال دول ومنظمات كثيرة فكرة الثلج بدأت بالإنحدار من قمة الجبل وهي في طريقها لتصبح جبلآ من الثلج يدفن في بطنه الالاف القضايا والملفات .المنطق يقول أنه إذا فسد الرأس فإن بقية الجسد معرض للأمراض والعلل . ولذا فقد نسمع قريبآ عن فضائح إتحادات قارية وإقليمية ومحلية . إن غدآ لناظره لقريب و "ياويلك ياتارك الصلاه ".
قبل سنة ونص كتبت موضوعآ تحت عنوان "هل هناك فساد في الرياضه" وكان له مبرراته وإستنتاجاته التي دفعتني لكتابته . وتماشيآ مع فضيحة الفيفا هذه الأيام نعيد نشره من باب أداء الواجب لمحاربة الفساد الرياضي لعل وعسى أن يكون مؤشرآ لما يشعر به كثير من محبي الرياضة الشرفاء الذين يتعاملون مع الرياضة كرافد للتنمية وليس وسيلة من وسائل الفساد والإفساد .
قبل سنة ونص كتبت موضوعآ تحت عنوان "هل هناك فساد في الرياضه" وكان له مبرراته وإستنتاجاته التي دفعتني لكتابته . وتماشيآ مع فضيحة الفيفا هذه الأيام نعيد نشره من باب أداء الواجب لمحاربة الفساد الرياضي لعل وعسى أن يكون مؤشرآ لما يشعر به كثير من محبي الرياضة الشرفاء الذين يتعاملون مع الرياضة كرافد للتنمية وليس وسيلة من وسائل الفساد والإفساد .
هل هناك "فساد" في الرياضه ؟
تعتبر الرياضة في إقتصاديات اليوم أحد
الأنشطة المدرة للأموال حيث توسعت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير وأصبحت ميزانيات
المنظمات الرياضية بمليارات الدولارات وتصاعدت دخول من يعمل بها بأرقام فلكية
حتى أصبحت مطمعآ وهدفآ .بل أن أكبر منظمات الرياضة وهي الفيفا تماثل أضخم الشركات
العالمية ويتمتع مسؤوليها بمعاملة قادة الدول.هذا الواقع المشاهد يحتم إلقاء
النظرة على جانب أخر ذو علاقة وهو قضية الفساد. فالفساد ينجذب مغناطيسيآ إلى
المواقع التي تتركز فيها الأموال بحثآ عن نهش نصيبه بإستخدام وسائله الغير مشروعه.
ولذا لم يعد سرآ ما يحصل في منظومات الرياضة من فساد خاصة كرة القدم والتي أصبحت
تباع فيها النتائج من قبل لاعبين أو حكام فاسدين. وهيمنة مؤسسات المراهنة على
أنشطة كرة القدم في بعض الدول.فكل يوم تنكشف قضية فساد أبطالها مرتشون فاسدون.ولعل
ما نشر هذه الأيام عن بيع لاعبين في الدوري الإنجليزي لذممهم والتواطؤ مع بعض
الراشين لدليل مؤلم خاصة أن إنجلترا هي معقل كرة القدم عالميآ ومنطلق نشأتها.كما
أننا نسمع كثيرآ عن حكام ولاعبين باعوا المباريات وقلبوا النتائج في ظاهرة فساد
قبيحه.
ومن ظواهر الفساد الرياضي التي يتحدث عنها
البعض أنها وسيلة لغسيل الأموال أو التهرب الضريبي كما حصل مع أحد رموز الرياضة
الفرنسية قبل سنوات أو ما يدور من لغط حول بعض أباطرة المال حاليآ في الرياضة
العالمية.
إن الإغراء الذي تقدمه الرياضة لمافيا الفساد
والمال أدى بالضرورة إلى تنوع الأساليب والحيل من قبل منتجي الفساد حيث أصبحت
ظاهرة المنشطات هي الأخرى عنوانآ للفساد الرياضي فلم يعد الفاسدين يقنعون بالوسائل
التقليدية لكسب مالهم الحرام المغموس بدم الفضيلة والأخلاق فلجاءوا للمنشطات
لزيادة قدرة الرياضيين بحثآ عن مكاسب تدخل في جيوبهم بدون أي إهتمام أو تأنيب ضمير
لما سوف يحل بالرياضي المتعاطي للمنشطات من أمراض أو وفاة مفاجئة أو إنهيار نفسي
وإجتماعي.
إن
روائح الفساد التي بدأت تظهر في الرياضة تدعو كل صاحب ضمير يؤمن بأن الرياضة هي
فروسية وأخلاق وتحقيق مباديء العدل والمحبة بين الناس على إختلاف مشاربهم تدعوه
إلى الوقوف بكل حسم ضد الظواهر السلبية في الرياضة من عنصرية أو منشطات أو رشوة أو
تعصب أعمى تغتال بسببه كل مباديء الأخلاق الحميدة .إن واجب كل رياضي شريف أن يعود
إلى الجذور الأساسية للرياضة والتي من أهمها إيجاد بيئة التنافس الشريف التي تتفوق
فيها الإمكانات الطبيعية للمتبارين والمتنافسين دون عوامل مساعدة تسلب الحق وتعين
الفاسد والظالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق