يعتبر وجود الفساد أمرآ واقعآ منذ هبط الإنسان على الأرض فلم يخلو مجتمعآ من وجود ظواهره ولم توجد بقعة على سطح الكرة الأرضية إلا عانت من آفة الفساد كبر أو صغر حجم ذلك الفساد أو إختلفت تعريفاته وصوره ومكوناته .ولعل المائتي سنة الماضية من تاريخ البشرية شهدت بروز الفساد المالي وأصبح مهيمنآ ومحركآ لبقية أنواع الفساد حيث أصبح هو الغاية والهدف لجهود الفاسدين يبذلون في سبيل تحقيقه الدماء وينحرون أمامه القيم والأخلاق ويغتصبون النخوة والمروءه. وفي هذا النسق التاريخي ظهرت عصابات المافيا وتنوعت إنشطتها وكثرت مسماياتها في دول العالم منها ماهو ظاهر ومنها ماهو مرتديآ أقنعة سياسية أو دينية أو إجتماعية. ولخطورة الفساد على تنمية وتطور المجتمعات قامت المنظمات الأممية ورجال الفكر والثقافة بإطلاق التحذيرات من وجود ظاهرة الفساد وأنواعه ومساراته . كما أعدت المعايير والضوابط لكشف الفساد وقياسه وكيفية محاربته. وعلى كل من يريد الإستزادة من فهم هذه الجهود و الإلمام بآليات المكافحة أن يستعين بالأخ قوقل ويحرك أصابعه على لوحة مفاتيح جهاز كمبيوتره ليجد كنزآ معرفيآ هائلآ .
إن وجود الفساد - كماذكرنا - ليس أمرآ طارئآ على الإنسان ولكن خطورة فساد هذا الزمن أنه لم يعد فرديآ وعشوائيآ فقط ولكنه أصبح عملآ مؤسساتيآ له هياكله ومنظماته وكوادره مما مكنها أن تصبح مكونآ من بنية كثير من المجتمعات وعضوآ أصيلآ ملتصقآ ببقية جسد الدول وهوما أدى إلى حالة محيرة للمصلحين ومكافحي الفساد فلا يعرفون من أين يبداؤن ولا من يستهدفون بل أنهم في بعض الأحيان يتجاوزن عن العضو الفاسد خوفآ على بقية الأعضاء من أن تصيبها الغرغرينا بسبب قطع مافسد من الجسد. وبدراسة بعض تجارب الدول نجد أن الفساد يبدأ فرديآ عشوائيآ مثل مايحصل من وجود المباني العشوائية المحدودة ولكنه يتكاثر ويتناسل ليصبح كتلة موحدة لها أنظمتها وقيمها وقادتها فيصعب علاجها ويصبح بقاءها قدرآ محتومآ لا يستطيع أحد الخلاص منه دون تضحيات كبيرة وذات ثمن مرتفع .
وإذا كانت المجتمعات تدفع ثمنآ عاليآ لوجود مايمكن تسميته الفساد العشوائي فإن تحوله إلى فساد منظم يتغلغل في شرايين الجسد بحيث يبدأ بتنظيم هياكله ويمكن كوادره ويتشعب في الوصول لجميع الأماكن فإن ذلك يعتبر مؤشرآ خطيرآ على إنتشار مرض السرطان القاتل في جسد المجتمع ووصوله إلى الأجزاء الحساسة التي لايمكن علاجها وبالتالي دخول الجسد مرحلة الموت وإنتظار توقف القلب وإعلان الوفاة بشكل رسمي. إن الفساد المنظم يمكن قياسه ومعرفته في أي مجتمع بالعديد من المعايير مثل تركز الثروة و طغيان المحسوبية والشللية في مفاصل إتخاذ القرار وكذلك بغياب العدالة وعدم تكافؤ الفرص . وكلنا نعرف أن القطاع العام في دول العالم النامي تمثل مرتعآ للفساد إلا أن وصوله للقطاع الخاص يمثل كارثة حقيقية لأي مجتمع لما لهذا القطاع من خصوصية يفترض أن تحميه من كثير من ظواهر الفساد .ولعل أهم ظواهر الفساد المنظم هو غياب معيار الكفاءة في القطاع الخاص الذي يفترض أن يكون أكثر شفافية وكفاءة وإنتاجية من القطاع العام ولكن عندما يصبح الفساد منظمآ تصبح كثير من مكونات القطاع الخاص عبارة عن كنتونات لايدخلها إلا الأقارب والأحباب . لقد وصل الحال في بعض المجتمعات أن كثير من مكونات القطاع الخاص لايمكن تمييزها عن مسمى قرية أومنطقة معينة أو قبيلة لقوة هيمنتهم وإحتكارهم للمؤسسة أو الهيئة أو الشركة . وخوفآ من الرقيب والعين يقومون بإدخال نسب معينة من خارج الدائرة المهيمنة في عملية ديكورية إستعراضية تستخدم عند الحاجة لإسكات رافعي الصوت ضد الفساد المنظم .
لقد تطور الفساد بكل أسف من مرحلة العشوائية إلى مرحلة التنظيم فلم يعد يكتفى برشوة بسيطة أو تعيين قريب وإنما أصبح الواقع بكل أسف أكثر خطورة بالهيمنة على مؤسسات وهيئات وإدارتها ماليآ وبشريآ لصالح المكون التنظيمي االذي تم إنشاءه تحت أي مسمى أو هدف.
أخيرآ إذا كان ولابد من وجود بعض الفساد فإن على المجتمعات الحية أن تحاصره وتبقيه "عشوائيآ" وأن لا تسمح بأن يتحول إلى فساد منظم لأن هذه المرحلة من الفساد هي _ كما قلنا _ بداية مرحلة الموت . وويل من موت يعقبه نار جهنم والعياذ بالله.
وقفه خارج المقال :
بمناسبة قرب شهر رمضان الكريم نتقدم بأجمل التهاني لقائد الأمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وللشعب السعودي الكريم سائلين الله للجميع المغفرة والرضوان وصالح الأعمال
إن وجود الفساد - كماذكرنا - ليس أمرآ طارئآ على الإنسان ولكن خطورة فساد هذا الزمن أنه لم يعد فرديآ وعشوائيآ فقط ولكنه أصبح عملآ مؤسساتيآ له هياكله ومنظماته وكوادره مما مكنها أن تصبح مكونآ من بنية كثير من المجتمعات وعضوآ أصيلآ ملتصقآ ببقية جسد الدول وهوما أدى إلى حالة محيرة للمصلحين ومكافحي الفساد فلا يعرفون من أين يبداؤن ولا من يستهدفون بل أنهم في بعض الأحيان يتجاوزن عن العضو الفاسد خوفآ على بقية الأعضاء من أن تصيبها الغرغرينا بسبب قطع مافسد من الجسد. وبدراسة بعض تجارب الدول نجد أن الفساد يبدأ فرديآ عشوائيآ مثل مايحصل من وجود المباني العشوائية المحدودة ولكنه يتكاثر ويتناسل ليصبح كتلة موحدة لها أنظمتها وقيمها وقادتها فيصعب علاجها ويصبح بقاءها قدرآ محتومآ لا يستطيع أحد الخلاص منه دون تضحيات كبيرة وذات ثمن مرتفع .
وإذا كانت المجتمعات تدفع ثمنآ عاليآ لوجود مايمكن تسميته الفساد العشوائي فإن تحوله إلى فساد منظم يتغلغل في شرايين الجسد بحيث يبدأ بتنظيم هياكله ويمكن كوادره ويتشعب في الوصول لجميع الأماكن فإن ذلك يعتبر مؤشرآ خطيرآ على إنتشار مرض السرطان القاتل في جسد المجتمع ووصوله إلى الأجزاء الحساسة التي لايمكن علاجها وبالتالي دخول الجسد مرحلة الموت وإنتظار توقف القلب وإعلان الوفاة بشكل رسمي. إن الفساد المنظم يمكن قياسه ومعرفته في أي مجتمع بالعديد من المعايير مثل تركز الثروة و طغيان المحسوبية والشللية في مفاصل إتخاذ القرار وكذلك بغياب العدالة وعدم تكافؤ الفرص . وكلنا نعرف أن القطاع العام في دول العالم النامي تمثل مرتعآ للفساد إلا أن وصوله للقطاع الخاص يمثل كارثة حقيقية لأي مجتمع لما لهذا القطاع من خصوصية يفترض أن تحميه من كثير من ظواهر الفساد .ولعل أهم ظواهر الفساد المنظم هو غياب معيار الكفاءة في القطاع الخاص الذي يفترض أن يكون أكثر شفافية وكفاءة وإنتاجية من القطاع العام ولكن عندما يصبح الفساد منظمآ تصبح كثير من مكونات القطاع الخاص عبارة عن كنتونات لايدخلها إلا الأقارب والأحباب . لقد وصل الحال في بعض المجتمعات أن كثير من مكونات القطاع الخاص لايمكن تمييزها عن مسمى قرية أومنطقة معينة أو قبيلة لقوة هيمنتهم وإحتكارهم للمؤسسة أو الهيئة أو الشركة . وخوفآ من الرقيب والعين يقومون بإدخال نسب معينة من خارج الدائرة المهيمنة في عملية ديكورية إستعراضية تستخدم عند الحاجة لإسكات رافعي الصوت ضد الفساد المنظم .
لقد تطور الفساد بكل أسف من مرحلة العشوائية إلى مرحلة التنظيم فلم يعد يكتفى برشوة بسيطة أو تعيين قريب وإنما أصبح الواقع بكل أسف أكثر خطورة بالهيمنة على مؤسسات وهيئات وإدارتها ماليآ وبشريآ لصالح المكون التنظيمي االذي تم إنشاءه تحت أي مسمى أو هدف.
أخيرآ إذا كان ولابد من وجود بعض الفساد فإن على المجتمعات الحية أن تحاصره وتبقيه "عشوائيآ" وأن لا تسمح بأن يتحول إلى فساد منظم لأن هذه المرحلة من الفساد هي _ كما قلنا _ بداية مرحلة الموت . وويل من موت يعقبه نار جهنم والعياذ بالله.
وقفه خارج المقال :
بمناسبة قرب شهر رمضان الكريم نتقدم بأجمل التهاني لقائد الأمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وللشعب السعودي الكريم سائلين الله للجميع المغفرة والرضوان وصالح الأعمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق