الاثنين، 15 أغسطس 2016

  الحذر من  إكتئاب جماعي !!!!

الإكتئاب مرض نفسي خطير له مواصفاته وعوارضه التي يعرفها الإطباء النفسيون والتي غالبآ ما يعاني منها المريض وتدخله في دوامة معاناة  وقلق وإحباط تدمر حياته وتفقده حوافز النجاح والتقدم والتمتع بنعم الله التي وفرها للإنسان  خلال حياته القصيرة في هذه الدنيا الفانية. ولعل من أصعب الأمور وأخطرها في هذا المرض أن الشخص المصاب فيه لايعي في الغالب أنه أسير له مالم يوفقه الله من الوصول إلى طبيب نفسي ماهر يسبر أغواره ويحلل مكونات نفسه المتعبه ويستخرج خيوط الوهم من داخل كيانه المهزوز والمهتز . إن الشخص المصاب بالإكتئاب سوف يتقوقع وينعزل  ويتيه في دروب الحياة مالم  يقف بجانبه من يشد عزمه ويعيده إلى طريق الإنسجام مع نفسه والتوافق مع محيطه ومجتمعه. ولقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الإندماج المجتمعي والترفيه والتواجد في أمكن عامة مفتوحة وممارسة الرياضة كلها عوامل فعالة في سبيل علاج الإكتئاب .ولقد ثار جدل حول مسببات الإكتئاب حيث أوضح البعض أن وسائل علاج الإكتئاب التي أشرنا لها من إندماج وإختلاط ورياضة  هي نفسها مسببات للإكتئاب في حال عدم وجودها في الأساس .أي أنها هي الداء والدواء مما يضعها في رأس قائمة ضرورات الحياة وأنها هي الترياق لكثير من ظواهر خطيرة ومدمرة تنخر في بناء المجتمعات وفي عموده الفقري ألا وهو الإنسان. إن تزايد أعداد الأشخاص المصابين بالإكتئاب والذي تؤكده عيادات الأطباء النفسيين يوجب علينا أن نرفع راية التحذير وضرورة الإلتفات لمشكلة قد يكون لها تأثيرات مدمرة إذا لم يتم معاجتها ببرامج وأهداف تتجاوز المستشفيات والعيادات والأطباء.المجتمع بحاجة وبشكل سريع وفعال لبرامج تزيد من تواصله وإنفتاحه وخروجه من كنتونات إجتماعية مغلقة قد تكون أحد أسباب الأمراض النفسية . المجتمع لم يعد يكفيه ولايشبع رغباته الترويحية وجود فقط عزائم أو إستراحات مغلقة أو جولة في أسواق ومولات لاتقدم إلا وجبات مطاعم الفاست فود وكوب من القهوه في جو من الإختناق والقلق والمراقبة الخفية للأخرين وسلوكياتهم.
إن تزايد ظاهرة القلق والغضب السريع والسرعة الجنونية ومخالفة الأنظمة تشير إلى أهمية العمل سريعآ لمعاجتها من خلال برامج الإنفتاح الإجتماعي وتوفير وسائل الترفيه والرياضة والتواصل الإجتماعي الغير مقنن بأنماط ضيقة. لقد كتب عدد من المفكرين والكتاب عن ملاحظاتهم على وجود ونشوء وإنتشار أنماط من الظواهر النفسية المقلقه في المجتمع. لقد أصبحت الإبتسامة أقل تواجدآ وأصبحت إحتمالية التخاصم اللفظي أو البدني واردآ ولإتفه الأسباب لدرجة أن أي إشارة مرور أو نقطة إزدحام تمثل بؤرة لاقدر الله لسلوك خاطيء من هنا أو هناك.
من يسبر أحوال كثير من الأسر والبيوت يعلم أن هنالك حالة من القلق والتذمر حيث تحاصرهم جدران أسمنتية لايجدون وسيلة حقيقية وفعالة لقضاء وقتهم والترفيه عن أبنائهم وبناتهم في جو مريح ومتاح للجميع وليس فقط لأصحاب الإمكانات المادية القادرين على المزارع والإستراحات التي لاتسمح مداخيل الغالبية في توفيرها. ولعل من مايقلق أن يتحول اللف  والدوران بالسيارة في شوارع المدن هو الخيار المتاح للترفيه في أحيان كثيرة.
أننا نحذر من التأخر في دراسة ما أشار له هذا المقال فالخوف والقلق من تواجد إكتئاب جماعي يتزايد كلما تأخرنا في العلاج. إننا نقول أن الإشارات القصيرة والسريعة لخطورة الإكتئاب الجماعي دون الدخول في كثير من التفاصيل أو الشرح فرضه الإلتزام الأخلاقي وحساسية الإيضاح ولكن نكتفي بالقول "اللبيب بالإشارة يفهم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق