يقول المثل " ليس من رأى كمن سمع " لتأكيد الحقيقة وبيان المصداقية فيما يطرح . كثير من الأمور مهما تواردت عنها الأخبار المنقوله والروايات الشفهية تبقى قابلة لتصديق أو التكذيب .
ولعل من محاسن ومنجزات العصر هو تطور وسائل الأعلام المرئي وكفاءته بحيث تمكن الأنسان من السماع والرؤية لأحداث كثيرة تجعله قادراً على التمييز بين الغث والسمين والحقيقة والفبركه .
وحيث تمر المنطقة العربية بحالة مرعبه من الفوضى التي ظهرت فجأة و دمرت الأخضر واليابس فإن من واجب كل عاقل أن يشغل عقله ويستخدم مداركه لفهم ما يجري ولماذا حصل ذلك ؟ ومن هي الأطراف المحركة لهذه اللعبة القذرة ؟ هذه الأسئلة المشروعة وغيرها دارت في فكري وأنا أحاول أن أفهم ما يحاك ضد السعودية من مؤامرة خبيثه وممن لم نكن نتوقع أن يقوم بذلك . وبمراقبة المشهد وتجميع الصورة القميئه ظهر لي وجه مرعب هو وجه تنظيم الإخوان والذي كنت أسمع عنه لسنوات عديدة الكثير من الروايات التآمرية التي يحكيها ولكنني صنفتها على أنها روايات أعداء وخصوم هذا التنظيم فكنت متردداً بين التصديق والتكذيب لإن ما كان يصلنا هو روايات عن فتره التأسيس وفترة الخمسينات والستينات والتي شهدت صراعاً فكرياً عميقاً لعبت المنظومة الدولية فيه دوراً كبيراً .
وكنا كلما سمعنا رواية سيئة عن التنظيم وعرضناها على من ينتمون للتنظيم بصفة مباشرة أو غير مباشرة يردون بإن ذلك دسائس من القوميين والشيوعيين والتنظيمات اليساريه الحاقدة على الدين . والكل يعلم أن السعوديين بكافة انتمائاتهم الفكرية يرون أن المساس بالدين خط أحمر ولذا استمر تنظيم الإخوان على اللعب على هذا الوتر ورفع رايته في كل أزمة تواجههم أو إتهام يلصق بهم . حتى أزمة الخليج واحتلال الكويت والتي ظهرت فيها همهمات حول دور الإخوان المشبوه لم تصل إلى درجة عالية من القبول عند أطياف المجتمع لإنها أستمرت في نسق الروايات الشفهية والحكايات والقصص .
وفجأة كشف الله غطاء الستر وبانت الخيانة والتآمر خلال سنوات عديدة وذلك عندما قفزوا فجأة إلى الحكم في مصر مخالفين كل إدعاءاتهم وتعهداتهم وأدبياتهم ليصعق من كان متردداً وكان ينظر إلى هذا التنظيم ومنسوبيه كمجموعة تبحث عن الأجر والثواب والعمل الصالح وخدمة الدين بالموعظة الحسنة . وتحولت الوجوه الساكنة الخاشعة إلى وجوه شرسة وأيادي باطشة لا هم لها إلا السلطة مهما كان الثمن . وإذا كانت تحالفاتهم القديمة مع أجهزة إستخبارات ومراكز قرار استعمارية محل شك فإنهم قرروا أن يعلنوا للملأ " اللي مش عاجبه يشرب من البحر " . وهنا أدعو كل من يبحث عن الحقيقة ويرى صوتاً وصوره ما يدعم هذا الرأي بأن ينطلق في فضاء الإنترنت ويجمع ما يريد من حقائق لم تعد تروى فقط ولكن تشاهد على الطبيعة " وعلى عينك يا تاجر " .
ومع أهمية مرحلة حكم مصر من قبل الأخوان وما كشفته من حقائق إلا أنني سوف أتجاوز ذلك لأصل إلى مرحلة أكثر وضوحاً لبيان كذب وتدليس ودناءة تنظيم الأخوان ( أو على الأقل قياداته الحاليه ) ألا وهي مرحلة التآمر على السعودية التي حبكت خيوطها بكل أسف في قطر أو ما يمكن أن نسمية قاعدة الأخوان الجديدة . إن تفاصيل التآمر أصبحت مسموعة ومشاهدة ولم تعد خافية كما أنها لم تعد روايات يتهم رواتها بالقومية والشيوعية . إن تآمرهم الجديد هو تآمر على قلب العالم الإسلامي وعلى قبلة المسلمين وخدامها من قيادات وشعب سعودي بذل الغالي والرخيص فداء لخدمة المسلمين والدفاع عنهم ونشر الدين الصحيح بل حماية الكثير من المسلمين اللذين يتعرضون للظلم والقهر .
إن أصوات القيادات الإخوانية وهي تجعر بالصوت والصورة في كثير من القنوات الإخوانية لم يترك لدى أي إنسان ذرة شك في فهم التنظيم وأهدافه وأن مسألة الدين هي تقية ووسيلة لهدف دنيوي بحت . إنطلقت قنواتهم تكيل التهم وتصنع المؤامرات ضد الإسلام النقي الصحيح الذي رأوا أنه يقف في طريقهم القذر لكسب المال والسلطة وتحقيق الأوهام البائسة المدعومة من الفكر الصهيوني وبدعم إستخبارات قوى الشر التي تتلذذ بدماء الأبرياء .
ولو كان عداءهم وتآمرهم على السعودية لمواقف سياسية لوجدنا بعض العذر ولكن أن يصل إلى الحج وما تقوم به المملكة قيادةً وشعباً فإن ذلك يخلع " شجرة التوت " ليعري المنافقين والجاحدين والحاقدين . إن مشروعاً واحداً قدمته المملكة في سبيل راحة الحج والحجيج يعادل مئات المرات ما يزعمون من جهود يقوم به حلفاءهم منذ وقعوا عقد الخيانة والتآمر وإن عدد رجال الأمن السعوديين والمجاهدين في سبيل الله خدمه لضيوف الرحمن ليعادل أضعاف منسوبي تنظيماتهم السرية وإن كميات مياه سقيا الحجيج تعادل أضعاف مضاعفة ما يبذرونه من ثروات طبيعية لنشر الشر ومحاربة الخير وأن ما ينفق على نظافة الحرمين أشرف وأطهر من ما ينفقونه على التآمر والشر .
ولذا فإن المحاولات الخبيثة لتشويه الصورة أو محاولات إخفاء الجهود الكبيرة لن يكتب لها النجاح . فالعالم كبيره وصغيره يعلم جهود قيادة هذه البلاد المباركة . ومن محاسن الصدف أنه وصلني أثناء كتابة المقالة رسالة على الواتس أب من أحد الأخوة الأعزاء أنقلها لكم حرفياً لأنها تعكس ما يؤمن به الناس دون دعايات وحملات إعلانية مشبوهة :
ألف حاج من أسر شهداء مصر
ألف حاج من أسر شهداء غزة
ألف حاج من بدون الكويت
آلاف الحجاج من أنحاء العالم
جميع حجاج دولة قطر
على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
كل ذلك لم يحرك الإخوان لنشر رسالة واتس واحدة بين العوام !!!
بينما تحركو لإستضافة ودفع ........ لتكاليف فقير واحد من غانا
عجبي !!
إننا نقولها وبالصوت العالي كل شيء إلا الحج فلا تدنسوه بعهركم وحقدكم السياسي فهذه البلاد وأهلها يرون ذلك خط أحمر لا تسامح في من يحاول تجاوزه .
اللهم أدم على هذه البلاد أمنها وأمانها وأجز قيادتها وشعبها خيراً على ما يقومون به خدمة للحج وتوفير الراحة للمسلمين الحاجين لبيت الله العتيق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق