تمارس كافة شعوب العالم سلوكيات ومظاهر تعكس اعتزازها وفخرها بأوطانها. ويأخذ ذلك أشكالاً متعددة لعل من أهمها الاحتفال باليوم الوطني وإعطائه ما يستحق من إهتمام ليس لذات اليوم ولكن لما يرمز له من إعتزاز وإفتخار وشكر للوطن بكافة ارجاءه وبجميع ساكنيه. وهذا الأمر لا يقتصر على الدول الكبيرة او الصغيرة أو الدول العظمى او الدول النامية فكل يرى في يومه الوطني شي مميز وعظيم يستحق الإشادة والاحتفال. وإذا أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية (وهي أعظم دول العالم) كمثال فإننا نجد أن 4 يوليو من كل عام له خصوصيته عند المواطنين الأمريكيين( بل حتى ساكني أمريكا ولو بصفة مؤقته) فنجد الأعلام ترفرف على مداخل المباني والمحلات ، والاحتفالات بالالعاب النارية تتم في الحدائق والأماكن المفتوحة ووصل الأمر بقوة الإعلام الأمريكي إلى اعتبار ٤ يوليو شبه مناسبة دولية. إن كان هذا في أمريكا وهي القارة الكبيرة مساحة و المتعددة اجناساً فما بالك بأهمية ذلك للمجتمعات الأكثر انسجاما والأقرب مكاناً لبعضها
السبت، 16 سبتمبر 2023
احتفلوا واحتفوا وافرحوا ب ٢٣ سبتمبر فالفخر الوطني ليس عيبًا ولا حراما ً ولا عنصريًا.
والشعور الوطني وحب الوطن هو أمر محمود وبل إنه يصل إلى الواجب ولعلي في هذا المجال استذكر سلوكيات حب بعض الشعوب لأوطانها بحيث يمثل ذلك لديهم خط احمر لا يمكن المساس به. فإخواننا المصريين على سبيل المثال وحسب احتكاكي بهم يمثلون نموذجاً فريداً بل متطرفاً في حب مصر. فيندر أن تجد مصرياً سواء كان دكتوراً في الجامعة أو عامل بناء( مع احترامي للمهن) لا يكون صوتاً قوياً في الدفاع عن مصر فلو جرب أي أحد المساس بمصر فسيواجه بصوت مجلجل يدافع عن مصر مهما كان عدم رضاه عن بعض الجوانب الحياتية في بلده ولكنه لا يرضى أن يمس اسم مصر أو يقلل من شأنها. هذا مثال واضح وقريب حتى يعكس ما ندعو له من حب الوطن الذود عنه و الاحتفاء والاحتفال به فلا قيمة ولا كرامة للإنسان بدون وطنه. إن الوطن هو إكسير الحياة الذي يجعلنا نعيش ما كتب الله لنا من سنوات عمر هي محدودة مهما طالت.
إن الاحتفال باليوم الوطني لأي دولة لا يقتصر على جزء من العالم عن الآخر فهو موجود في غرب الكرة الأرضية كما هو موجود في شرقها. وهو رمز لدول شمال القارة مثل ما هو لدول جنوبها بل إن أهمية اليوم الوطني لدول العالم لم يعد يقتصر على الاحتفالات و الرسميات داخل حدود الوطن بل إن مظاهره تنتشر في كافة ارجاء العالم عن طريق سفارات الدول التي تفتح أبوابها في ذلك اليوم وتبرز يومها الوطني بما يناسب الظروف التي هي موجودة فيها.
كل هذه المقدمة أعلاه هي من باب تأكيد المؤكد وهي فاتحة لموضوع هذه المقالة الخاصة بيومنا الوطني في 23 سبتمبر أعاده الله كل عام على بلادنا وهي تنعم بالأمن والأمان والخير الوفير. نحن على مقربة من 23 سبتمبر للعام 2023 والذي سيحل يوم السبت القادم. ومن المؤكد كما هي العادة السنوية سيعم الفرح والسرور كافة أرجاء الوطن وستقام الاحتفالات والمناسبات تخليداً و وفاءً لمن أسس هذا الكيان العظيم وشكراً وعرفاناً لقادة الوطن على مر العصور ولابنائه المخلصين اللذين وحدوا الجهود لإكمال البناء ووضع اسم المملكة العربية السعودية في الموقع والمقام العالي بين دول الكرة الأرضية حيث لا يرد اسمها إلا و يتبادر إلى الذهن الخير و الأخيار والأماكن المقدسة ونعيم العيش والحياة الكريمة لساكني الوطن لا فرق بين كبيرا أو صغيرا ولا تميز حسب الجنس أو الدين فالكل سواسية في أخذ نصيبهم من السعادة والهناء متى ما كان ملتزماً ومحافظً و متبعاً للأنظمة محترماً خصوصية الوطن وثقافته وقيمه. إن يوم 23 سبتمبر مناسبة طيبة لكل فرد (مواطنا او وافدا ) أن يعبر عن وفاءه وحبه لهذه البلاد و بأن يحتفل و يفرح بالشكل المناسب الذي لا يضر الآخرين و يسيء إليهم. فلنحتفل جميعاً بيومنا الوطني و بالطريقة التي تعجبنا و تناسبنا. فمن أراد المشاركة في الاحتفالات العامة فهذا باب مفتوح و أمر جيد ومن أراد أن يحتفل في بيته او استراحته فخير على خير. المهم أن نعي جميعاً أهمية الوطن وقيمته و أن نغرس في الاجيال القادمة حب الوطن والفخر به. إن من واجب كل واحد فينا أن يوصل المعلومة لابنائه أن وطنه هو وطن كبير متنوع فهو وطن واحد لا ميزه لأحد على أحد انه وطن يحده من الشمال حقل و القريات وطريف وعرعر حتى الوصول إلى جنوبه في جيزان ونجران و الوديعة والخرخير.
انه الوطن الذي تقع على الخليج العربي درره من رأس الخير إلى الأحساء و الخبر و الدمام والقطيف والجبيل والخفجي بينما تتراقص مدنه الأخرى على شواطئ البحر الأحمر مثل ضباء وأملج وينبع وجده والقنفدة والليث وغيرها. إن من واجبنا كمواطنين أن نغرس في أبنائنا أن كل مدينة او قرية في الكيان الكبير هي مدينته او قريته. وأن أهل هذه المدن والقرى هم أهله. المواطنة الحقيقية والاحتفالية السامية في اليوم الوطني هو معرفة انه بريدة وشقراء والمجمعه والرس و الدوادمي والافلاج ووادي الدواسر وحائل وتبوك والباحة وأبها وتربة وبيشة و تثليث… الخ هي شبكة مترابطة ومتكاملة بمكوناتها وساكنيها يجمعهم الكيان الكبير: المملكة العربية السعودية.
إن كل مدينة او قرية في الكيان الكبير هي أرضي و موطني وكل ساكن فيها هو أخي وشريكي في الحياة يسرني ما يسره و يزعجني ما يزعجه. هذا هو الاحتفال الحقيقي في الوطن ويومه المحدد في 23 سبتمبر وهذا الواقع يمكن لكل واحد منا ان يعبر رمزياً عنه باحتفال بسيط يبدأ من عائلته بأن يفرح اطفاله بذلك ويلبسهم ما يشعرهم باليوم الوطني ويجعلهم يحملون علمه الخفاق ولا مانع (حسب الظروف) من عشاء بسيط يجمع العائلة او الاصدقاء او حفلة شاي يتوسطها "كيكة" فيها رمزية الاحتفاء. حفظ الله الوطن وأمد في عمر قائده خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وأطال الله عمر القائد الملهم ورائد المرحلة الجديدة للمملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين.
دامت افراحك يا وطن وكل عام وأنت في أعلى المواقع ومقصد الخير وموطن السعادة والحياة الكريمة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
🇸🇦🇸🇦🤍🤍🇸🇦🇸🇦
ردحذف🇸🇦🇸🇦🇸🇦🤍🤍🤍
ردحذف🌹🌹🌹🇸🇦🇸🇦🇸🇦
ردحذفخالدكميخ 🇸🇦🇸🇦🌹🌹
ردحذف